
كتب_مشعل_بورقة
بعد خسارة النصر أمام الاتفاق، وضياع فرصته في الاستفادة من نتيجة مواجهة الاتحاد والهلال، تراجع وهج المنافسة على اللقب بين أكثر من فريق، وانحصرت المتابعة بشكل رئيسي بين الهلال والاتحاد، مع ترقّب لما قد تحمله المباراة من أحداث قد تشعل اهتمام جماهير أخرى، كلٌّ وفقًا لأسبابه.
أكتب هذه السطور قبل انطلاق المباراة بساعات، حيث تبقى جميع السيناريوهات والنتائج مفتوحة، وردود الفعل متوقعة ومكررة، تحمل العبارات ذاتها والتفسيرات نفسها، دون أن تغيّر شيئًا في الواقع.
هذه طبيعة جمهور كرة القدم، حيث تتنقّل ردود الأفعال حسب النتائج والمراحل، ويتبادل الجميع الأدوار ذاتها في كل مرة.
سبق اللقاء الكثير من الجدل الإعلامي، الذي امتد إلى الجماهير، حيث كان الصوت الأعلى للطرف القلق والمتوجّس، وهو انعكاسٌ طبيعي للتوتر ومحاولة استدعاء الثقة قبل المواجهة.
في المقابل، كان الطرف الآخر أكثر هدوءًا، مستندًا إلى تاريخه في المواجهات السابقة، وجودة لاعبيه، مع تحميل الفريق مسؤولية إثبات تفوقه داخل الملعب.
لكن السؤال الأهم: هل حضر الهلال “وحيدًا”، كما طُلب منه “اتحاديًا”؟ أم جاء محملًا بإرث ثقيل من الأهداف الـ27 التي هزت شباك الاتحاد في آخر ثماني مواجهات؟ وما الذي أعدّه الاتحاد لبدء رحلة رد الاعتبار الطويلة، التي تتطلب صبرًا وأداءً قويًا بدلًا من الاكتفاء بتصريحات التحدي؟ ثماني خسائر متتالية للاتحاد أمام الهلال في موسم واحد، رقم غير مسبوق في تاريخ الفريقين، وربما لن يتكرر إلا إذا لم يستعد كل فريق بالشكل المناسب.
ما يُحسب للهلال أنه لم يتعامل مع الاتحاد باستهانة، بل منحه التقدير الذي يستحقه كمنافس تاريخي.
وما يُحسب للاتحاد هو إدراكه لظروفه التي لم تساعده على المواجهة، دون اللجوء إلى مبررات غير واقعية. وهكذا، يظل الاحترام المتبادل بين الفريقين حاضرًا، ضمن إطار المنافسة الشريفة.