
الدميني
نريد دوريًا قويًا تنافسيًا”، هذا ما كان يردده بعض الإعلاميين وجماهير النصر والأهلي والاتحاد، وذلك بعد أن عجزت فرقهم عن تحقيق الفوز على الهلال في سلسلة من المباريات الدورية والمسابقات المختلفة.
لكن الأجدر بهم أن يجعلوا التنافس أقوى بالفوز على الهلال، وليس من خلال توحيد البيانات ضده، كما فعلت أندية مثل القادسية والخليج وضمك والرياض، التي نجحت في انتزاع النقاط منه.
الدوري القوي والتنافسي لا يتحقق من خلال انتظار تراجع الفريق المسيطر، بل من خلال تحسين الأداء والاستعداد الجيد.
ومع تراجع مستوى الهلال فنيًا ونقطيًا، ودخوله في حالة من الشك في عناصره وجماهيره، أصبح على الفرق الأخرى أن تستعد لملء الفراغ.
هذا الموسم، خسر الهلال لقب الكأس، لكنه حافظ على لقب السوبر، ودخل في صراع محتدم للفوز بلقب الدوري.
ومع ذلك، لم يكن بحاجة إلى فتح الباب لـ”المشجعين الجدد” الذين يحاولون التأثير على الفريق من خلال “مساحاتهم الصوتية” أو “تغريدات X”، أو حتى من يطلق عليهم “الجلادين”، الذين يتحول صداهم إلى أفعال وأقوال داخل مدرجات الملعب.
الهلال يقترب تدريجيًا من أن يصبح نسخة من منافسيه الثلاثة، مما قد يدفعه إلى الدخول في صراع داخلي يفقد معه أهم ميزة في ثقافته وشخصيته.
خاصة وأنه في تركيبته الإدارية الجديدة، يواجه صعوبة في المعالجة السريعة للأزمات، ويفتقد للحماية الكافية، معتمدًا فقط على قوته الفنية المتمثلة في عناصره وجهازه الإداري والفني، الذي تعرض لاهتزازات تحتاج إلى تثبيت.
إعادة الهلال إلى حالة الثبات مهمة صعبة، خاصة مع وجود عوامل خارجية تسعى لإسقاطه، لكنها ليست مستحيلة.
جمهور الهلال، الذي يجب أن يكون مصدر الأمان والثبات للفريق، يتكون من أطياف متعددة تختلف في درجة وطريقة دعمهم للنادي.
ومع اختلاف تفسيراتهم للأحداث وتباين فهمهم للحالة، فإن دورهم الآن هو أن يكونوا الحامي الأول للفريق من خلال الدعم والتشجيع، وفهم ما يجري وما سيحدث.
على الجمهور الهلالي أن يكون على مستوى النادي الذي رفع رأسه بالانتصارات والألقاب والأرقام القياسية.
عليه أن يدعم الفريق بكلمات التشجيع والهتافات الإيجابية في المدرجات، وأن يدرك أن الموسم الاستثنائي الماضي، رغم أنه لا يمكن أن يتكرر دائمًا، سيظل محفورًا في الذاكرة كمصدر إلهام ليبقى الهلال منافسًا دائمًا على البطولات في كل المراحل.
هذا الحلم هو ما تسعى إليه الأندية الأخرى، لكنه يبقى حقيقة يعيشها الهلال.