مقالات
أخر الأخبار

"كرة القدم السعودية.. منصة لتغيير الصورة النمطية عالميًا"

كتب_الدميني

بعد انتهاء مواجهة لوسيل في الدوحة، عدت إلى الفندق برفقة مجموعة من الصحافيين، وبينهم زميل أرجنتيني بدا عليه الامتعاض وهو يحدّق في هاتفه.

فجأة، أطلق ضحكة عالية قطعت لحظة تأمله، رغم مرارة الهزيمة التي ألحقها الأخضر السعودي بمنتخبه.

استفسرت عن السبب، فقرأ لي تعليقًا متداولًا في منصات التواصل الأرجنتينية: “إنها أكبر مفاجأة يفجرها السعوديون منذ 11 سبتمبر.

“شعرت بالاستياء من هذا الوصف، وألقى بظلاله على فرحتي، لكنه في الوقت نفسه دفعني إلى التساؤل عن الصورة النمطية التي يحملها الإعلام اللاتيني عن العرب.

في الدوحة، استمعت إلى وجهات نظر مختلفة من صحافيين لاتينيين، وأدركت أن التصورات السائدة لديهم تنحصر في ثلاث نقاط رئيسة: الثروة، والتعدد، والإرهاب.

بل إن البعض يخلط بين العرب والأتراك والفرس، بينما يرى آخرون السعودية من زاوية محدودة تربطها بدبي فقط.ورغم قتامة هذه الصورة، هناك مجال للتغيير.

ففي خطوة إيجابية، قام وفد من رابطة الدوري السعودي بزيارة البرازيل الشهر الماضي بقيادة رئيسها التنفيذي عمر مغربل، حيث التقوا بمسؤولي كرة القدم والإعلام هناك في لقاءات غير رسمية بعيدًا عن البروتوكولات الرسمية.

وخلال الزيارة، أدرك الوفد أن التركيز على أوروبا وحدها لم يكن الخيار الأمثل، فتم توجيه الجهود نحو ما يُعرف بـ “الجنوب العالمي” (The Global South).

وقد كشفت هذه الزيارة عن واقع مختلف تمامًا، حيث أظهر الجمهور البرازيلي اهتمامًا حقيقيًا بالدوري السعودي، وتفاعلًا صادقًا مع أنديته، بل وتمنّى التوفيق للاعبيه.

هذا النهج ليس جديدًا تمامًا، ففي عام 2015، نشرت صحيفة Arab News مقالًا للكاتب رشيد أبو سمح، تناول فيه محاولات الإعلام البرازيلي المستمرة لربط العرب بالإرهاب، مما ساهم في تعزيز الصور النمطية السلبية.

واختتم مقاله بتوصية مهمة: “علينا أن نثقف الجمهور البرازيلي ليحترمنا ويتعرف بشكل أعمق على ثقافتنا وتاريخنا وديننا، التي تتميز بالغنى والعراقة.

“من هنا، ندرك أن مشروعنا الرياضي لا يقتصر على المنافسة داخل الملاعب، بل يمتد ليكون منصة تحمل رسائل أعمق إلى العالم، تساهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة وإعادة رسم الصورة الذهنية عنّا.

إن تعزيز التواصل بين رابطة الدوري السعودي والجماهير الدولية لا يفتح فقط آفاقًا جديدة للكرة السعودية، بل يساهم أيضًا في تغيير المفاهيم السائدة، متجاوزًا الأطر التقليدية للدبلوماسية، ليختصر الكثير من الوقت والجهود في تصحيح الصورة النمطية المغلوطة. فالبرازيل أمة عظيمة… ونحن خير أمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى