مشعل عبدالله بورقة
عندما نتحدث عن الإنجازات الرياضية التي تظل راسخة في ذاكرة الجماهير وتصبح أسطورة في تاريخ الملاعب، يبرز الهلال كالنجم الذي يضيء سماء الكرة السعودية بلا انطفاء. تحت قيادة المدرب جيسوس، سجل الهلال رقمًا قياسيًا جديدًا بعدم خسارته في البطولات المحلية، حيث حقق 56 مباراة متتالية بدون هزيمة، محققًا إنجازًا تاريخيًا يعزز مكانته ويضيف فصلًا جديدًا إلى مجده. لكن هذا الإنجاز لم يكن خاليًا من التحديات، فقد كانت كل لحظة فيه اختبارًا لإرادة الهلال وتصميمه، خاصة في مواجهته الأخيرة أمام النصر.
بدأ الديربي الذي طال انتظاره وسط توتر وحماس كبيرين من الجماهير. ومع انطلاق صافرة الشوط الأول، ظهرت ملامح الهلال متذبذبة، وكأن الفريق فقد جزءًا من هويته وروحه القتالية المعتادة. كانت الخطط غائبة، والتمريرات متقطعة، والضغط متراجعًا، مما أتاح للنصر فرصة السيطرة على مجريات هذا الشوط في مشهد غير مألوف لجماهير الهلال.
لكن هنا تتجلى عبقرية جيسوس؛ ففي الشوط الثاني، أجرى تعديلات تكتيكية أعادت الهلال إلى ساحة المعركة بروح جديدة. بدأت ملامح الهوية الهلالية تتضح مع كل تمريرة، واستعاد الفريق تنظيمه وترابطه ليعود أقوى. ومع مرور الدقائق، جاء هدف التعادل الذي كان بمثابة رسالة لصمود وإرادة لا تلين، حيث أثبت الهلال مجددًا أنه فريق لا يعرف الهزيمة.
ومع هذا الإنجاز الباهر، تتجه الأنظار إلى ما سيحمله المستقبل للهلال في المباريات القادمة. هل سيتمكن الهلال من الحفاظ على هذه السلسلة وتجاوز الأرقام السابقة؟ وهل سيواصل جيسوس استغلال هذا الزخم لتعزيز الأداء الفني للفريق؟ أم أن الخصوم سيبذلون قصارى جهدهم لكسر هذه السلسلة، واضعين الهلال أمام تحدٍ جديد يختبر قدرته على الاستمرارية؟
وفي قلب هذا النجاح، يقف جمهور الهلال كالداعم القوي الذي لا يتزعزع. فهذه الجماهير لا تكتفي بالتشجيع من المدرجات، بل تمتد مساندتها إلى جميع المنابر الإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي، حيث تعبر عن دعمها بكل الطرق الممكنة. فهؤلاء الشركاء هم الرهان الحقيقي الذي يمنح الهلال قوته ويزيد من عزيمته، فبكل كلمة دعم وكل حضور مهيب، يثبت جمهور الهلال أن ولاءهم هو السلاح السري الذي يحرك الفريق.
الجماهير تنتظر بشغف، وعيون المحللين ترصد كل تفصيلة؛ فالمستقبل يخبئ تحديات جسيمة وأحلامًا أكبر، والهلال على موعد مع كتابة أسطر جديدة من المجد، بثقة المحاربين وإصرار لا يعرف الانكسار. هذه ليست مجرد مسيرة فريق، بل حكاية جمهور يعشق الأزرق، حكاية كيان لا يرضى إلا بالقمة، وكأن الهلال وُلد ليكون أسطورة لا تنطفئ، مهما طال الطريق أو اشتدت التحديات.