رينارد يعيد توحيد الصفوف ويُزيل الشكوك حول مغادرته للمنتخب السعودي
بقلم :مشعل عبدالله بورقة
في وقت صعب يمر به المنتخب السعودي الأول، يتفق الجميع تقريبًا على أن الفرنسي هيرفي رينارد هو الخيار الأنسب في هذه المرحلة الحاسمة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2026. ويستند هذا الرأي إلى الذكريات الجميلة التي تركها المدرب مع الأخضر في التصفيات السابقة، وفي مونديال قطر.
وبالرغم من أن أساليبه التكتيكية ونوعية اللاعبين الذين يفضلهم معروفة، إلا أن رينارد أثار حديثًا مميزًا في لقائه الأخير الذي نشره حساب المنتخب السعودي على منصة «إكس»، حيث سلط الضوء على ذكائه الإعلامي وحرصه على توجيه رسائل هادفة في كل كلمة قالها.
خلال حديثه، بدأ رينارد بتوضيح موقفه منذ مغادرته المنتخب السعودي قبل 18 شهرًا، ليزيل الشكوك التي كانت تدور حوله في أذهان البعض، خاصة تلك التي تتعلق بمغادرته وسط تصاعد الانتقادات. وأكد أن قراره جاء استجابة لنداء وطنه فرنسا لتدريب منتخب السيدات، وهو أمر لم يكن يستطيع رفضه.
وكان حديث رينارد بعيدًا عن تحسين صورته الشخصية فقط؛ فهو يعلم تمامًا الحالة التي تمر بها الكرة السعودية من انقسام وصراعات داخلية، خاصة مع الفترة التي قضاها المدرب الإيطالي مانشيني، وما خلفه من أزمات بسبب استبعاده لعدد من اللاعبين وأسلوبه الإعلامي الذي استفز مشاعر الجماهير.
وتمكن رينارد بذكائه أن يزيل الكثير من التوترات الداخلية، موضحًا أهمية الوحدة والتكاتف بين الجمهور والمنتخب، مشيدًا بدور الجمهور السعودي في دعم الفريق خلال مواجهة اليابان الأخيرة في جدة، رغم الهزيمة والإحباط.
ويبدو أن حديثه كان بمثابة تمهيد لبداية جديدة داخل الملعب، حيث يسعى رينارد لتوحيد الصفوف وتوجيه الطاقة نحو الهدف الأهم: التأهل لمونديال 2026، مع أول اختبار قادم أمام المنتخب الأسترالي في الشهر الجاري.