الهلال: فلسفة النجاح التي تتجاوز الأسماء والصفقات

بقلم:مشعل عبدالله بورقة
في عالمٍ يركز على الأسماء اللامعة والتعاقدات الضخمة، يبرز الهلال كحالة استثنائية تُعيد تعريف مفهوم النجاح في كرة القدم السعودية والعالمية. فالهلال ليس مجرد نادٍ يحقق البطولات، بل هو كيان يملك فلسفة خاصة تجعله نموذجًا يُحتذى به في كيفية بناء فريق متكامل، بعقلية جماعية وليس مجرد نجومية فردية.
كما أشار الأمير عبدالله بن مساعد، فإن الهلال اختار دائمًا بناء فريق متكامل، بينما تركز الأندية الأخرى على التعاقد مع الأسماء البراقة. “الهلال اختار تكوين فريق، بينما اختارت بقية الأندية الأسماء”، هذه العبارة تختصر الفارق الجوهري بين الهلال وغيره من الأندية. فالنادي يدرك أن الأسماء اللامعة ليست ضمانًا للنجاح، بل يتطلب النجاح تفكيرًا طويل الأمد ورؤية استراتيجية تهدف إلى بناء القوة عبر التناغم الجماعي، وليس عبر التعاقدات الفردية التي تُستهلك في اللحظة دون رؤية مستقبلية.
ومن أسباب تفوق الهلال أيضًا كما أشار الأمير عبدالله بن مساعد، هو كونه “أقل الأندية عاطفة”، مما يعني أن قراراته تعتمد على معادلة ذكية من التوازن بين العقلانية والعاطفة. فالعاطفة يمكن أن تدفع الأندية في بعض الأحيان إلى اتخاذ قرارات قد ترضي الجمهور على المدى القصير لكنها تضر بالنادي على المدى البعيد. أما الهلال، فيوازن بين الاحتياجات الحالية ورؤية المستقبل، ويصنع قراراته بناءً على تحليل دقيق وبيانات.
وبينما تنشغل أندية أخرى بإرضاء جماهيرها عبر صفقات ضخمة، يؤكد الهلال أن النجاح لا يتحقق بالصورة، بل بالجوهر. فالسعادة في الهلال لا تأتي من التعاقد مع لاعبين كبار مثل ميسي، بل من تحقيق البطولات التي تُعكس النجاح الحقيقي للمنظومة ككل. فالبطولات هي الهدف الأسمى، بينما الصفقات الفردية مجرد أدوات لتحقيق هذا النجاح.
الهلال لا يسعى وراء وهم النجومية، بل يصنعها عبر إنجازات حقيقية تُخلد في تاريخ كرة القدم. وقد جمع الهلال قاعدة جماهيرية ضخمة تؤمن بقيمه، حيث يزداد ارتباط جمهور الهلال بناديه في كل انتصار يحققه. هذا الجمهور ليس مجرد دعم رياضي، بل هو شهادة حية على تأثير الهلال العميق في قلوب محبيه، وعلى المكانة الكبيرة التي يحتلها في صفحات تاريخ كرة القدم.