
خمسة لقاءات بلا انتصار، وأداء هجومي مرتبك، ونجوم بارزون خارج الفورمة.. هذا هو المشهد الحالي لفريق أتالانتا، الذي بدأ العام بحلم المنافسة على اللقب التاريخي، لكنه بات اليوم مهددًا بالخروج من مربع الصدارة إذا استمر مسلسل التعثر.
أزمة هجومية رغم جودة الأسماءبلا شك، يملك أتالانتا أحد أكثر الخطوط الأمامية موهبة في إيطاليا، بوجود هداف الدوري ماتيو ريتيجي، والنجم المتألق أديمولا لوكمان. ومع ذلك، فإن ما يحدث مؤخرًا يعكس أزمة في التحول من الفرص إلى أهداف. الفريق يصنع كثيرًا، لكنه يفشل في اللمسة الأخيرة، وهو ما ظهر بوضوح أمام فينيتسيا.
لوحة مكررة.. وأرقام مقلقة20 تسديدة، ولا هدف واحد.3 فرص محققة أُهدرت بشكل غريب.استحواذ دون فعالية (64%).
هذه ليست مجرد إحصائيات، بل انعكاس مباشر لحالة ذهنية غير مستقرة، ورعونة في اتخاذ القرار، مع تراجع الثقة أمام المرمى.
ريتيجي خارج الخدمة.. ومن خلفه؟هداف الفريق وأحد أبرز اكتشافات الموسم، ماتيو ريتيجي، يعيش فترة فراغ واضحة. أمام فينيتسيا لم يظهر حتى بنسبة 50% من مستواه المعتاد، وعندما يفقد الفريق نقطة ارتكازه الهجومي، فإن المنظومة الهجومية بأكملها تختل.
الأمر لا يتعلق بريتيجي وحده، بل أيضًا بغياب التنوع الهجومي. لوكمان الذي يملك مهارات فردية مميزة، وجد نفسه في كثير من الأحيان معزولًا أو مجبرًا على لعب أدوار خارج منطقته المفضلة، بسبب غياب التنسيق مع خط الوسط.
الوسط أيضًا يعاني.. والخيارات تقلخط الوسط، الذي طالما كان نقطة قوة في أسلوب جاسبيريني القائم على الضغط والتمركز الذكي، بدا بعيدًا عن مستواه. مارتن دي رون وتين كوبمينيرز لم يقدما الإضافة في التمريرات العمودية أو الحلول بين الخطوط، ما أجبر الفريق على لعب عرضي عقيم.
التراجع الذهني.. أزمة أكبر من النتائجربما أخطر ما يعانيه أتالانتا حاليًا ليس فقدان النقاط فقط، بل غياب “الروح التنافسية” التي ميزت الفريق في سنوات جاسبيريني الذهبية. الفريق بدا مستسلمًا للفشل في التسجيل أمام فينيتسيا، وهو مؤشر على تراجع الثقة والحافز.
هل فقد أتالانتا فرصة الحلم؟نظريًا، الفارق مع إنتر ونابولي ليس كارثيًا، ويمكن تداركه في ظل طول الموسم. لكن عمليًا، إذا لم يعالج جاسبيريني هذه الأزمة الذهنية والفنية سريعًا، فإن الفريق لن يكون فقط خارج سباق اللقب، بل قد يجد نفسه يصارع من أجل مقعد أوروبي.
كلمة أخيرة
أتالانتا تحت جاسبيريني دائمًا ما يُبهر بالديناميكية والكرة الهجومية الجريئة، لكن الفريق الحالي يفتقد إلى “الوحشية” أمام المرمى، وربما إلى قليل من البراغماتية في التعامل مع فترات تراجع المستوى. الأسابيع المقبلة ستكون اختبارًا لقدرة المدرب المخضرم على إعادة بناء الثقة.. وإحياء الحلم.