
نجح أتلتيكو مدريد في تجاوز واحد من أكثر الاختبارات تعقيدًا هذا الموسم، بفوز صعب ومهم على أتلتيك بلباو، ليعتلي الصدارة مؤقتًا ويواصل الضغط على برشلونة.
لكن بعيدًا عن النقاط الثلاث، فإن هذه المباراة أكدت عدة حقائق فنية وتكتيكية، أبرزها أن فريق سيميوني أصبح يمتلك شخصية البطل الحقيقي، بينما بات الأرجنتيني خوليان ألفاريز أحد أبرز المفاتيح الهجومية للفريق في موسمه الأول.
تكتيك سيميوني.. الصبر والتفاصيل الصغيرة
واجه أتلتيكو خصمًا يجيد إفساد إيقاع اللعب، ويعتمد على الكثافة البدنية والالتحامات العالية، ومع ذلك تمكن “الروخيبلانكوس” من امتصاص الحماس البدني للضيوف، واللعب على التفاصيل الصغيرة التي صنعت الفارق.
في الشوط الأول، مال أتلتيكو إلى تهدئة النسق، مع الاعتماد على التمريرات الآمنة واللعب على الأطراف.في الشوط الثاني، بدأ الفريق في رفع الإيقاع التدريجي، مع زيادة الكثافة الهجومية، حتى جاءت لحظة ألفاريز الحاسمة.
ألفاريز.. ماكينة أهداف في خدمة الفلسفةتألق ألفاريز هذا الموسم ليس مجرد أرقام، بل انعكاس لقدرته على التأقلم السريع مع أسلوب سيميوني الذي يحتاج إلى مهاجم بمواصفات خاصة، يجمع بين الشراسة في الضغط، والدقة في إنهاء الهجمات.
هدفه أمام بلباو يعكس ذلك تمامًا، حيث كان في المكان المناسب وفي التوقيت المثالي، ليؤكد أن حسه التهديفي العالي أحد أهم مكاسب أتلتيكو هذا الموسم.
20 هدفًا في 39 مباراة.. معدل تهديفي يعكس قيمة اللاعب.9 أهداف في الليجا، تؤكد أنه حاضر في المباريات الكبرى.قدرة على التسجيل من أنصاف الفرص، وهي ميزة نادرة في مهاجمي أتلتيكو مؤخرًا.
صراع الصدارة.. أتلتيكو يستغل سقوط الريال هذا الفوز لم يكن فقط مهمًا لمواصلة مطاردة اللقب، بل جاء في توقيت مثالي مع تعثر ريال مدريد أمام ريال بيتيس، ليقدم أتلتيكو خدمة لنفسه ولغريمه برشلونة، الذي يمكنه استعادة الصدارة حال فوزه على ريال سوسيداد.
لكن الأهم بالنسبة لسيميوني، أن الفريق دخل حسابات المنافسة بثقة كاملة، وهو ما يجعل الأسابيع المقبلة حاسمة ومثيرة.
ختامًا..
هل أتلتيكو مرشح قوي للقب؟رغم أن الطريق طويل كما قال ألفاريز نفسه بعد المباراة، إلا أن أتلتيكو أظهر ما يكفي من الصلابة والنضج ليُحسب له حساب.
الفريق يجيد اللعب تحت الضغط، ويعرف كيف يحسم المواجهات الصعبة.إذا استمر ألفاريز على نفس النسق، ومع استعادة بعض العناصر لمستواها مثل جريزمان ودي باول، فإن أتلتيكو سيكون منافسًا جادًا حتى الرمق الأخير.