المنتخب السعودي: بين التحديات والآمال
بقلم مشعل بورقه
يعيش المنتخب السعودي الأول لكرة القدم فترة من التحديات الكبيرة، رغم تحقيقه لفوز صعب على مضيفه الصيني في الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم.
هذا الفوز، الذي جاء بعد مستوى غير مقنع، يثير الكثير من التساؤلات حول الأداء العام للفريق والخلل الفني الذي يعاني منه.
أداء غير مقنع
على الرغم من النتيجة الإيجابية، فإن الأداء في الملعب كان بعيدًا عن الطموحات.
المباراة أظهرت أن الأخضر يعاني من ضعف في التنسيق والانسجام بين اللاعبين، وهو ما قد يعود جزئيًا إلى الطريقة التي يعتمدها المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني.
يبدو أن أسلوب اللعب القائم على ثلاثة مدافعين لا يتناسب مع خصائص اللاعبين المتاحين، مما يؤدي إلى ارتباك في أداء الفريق.
المسؤولية مشتركة
من المهم التأكيد على أن المسؤولية لا تقع على عاتق المدرب وحده. هناك العديد من الأطراف التي تتحمل جزءًا من المسؤولية، بما في ذلك اللاعبين والجهاز الإداري والإعلام.
الإعلام، على وجه الخصوص، له دور كبير في تشكيل الرأي العام حول المنتخب.
بعض المؤثرين والمحللين يتناولون المباريات بطريقة سطحية، مما يزيد من الضغط على اللاعبين ويؤدي إلى تفاقم الأزمات.
فقدان الثقة
تعد الثقة بين المدرب واللاعبين عنصرًا حاسمًا لنجاح أي فريق. ومع تزايد الانتقادات لطريقة مانشيني وقراراته الفنية، بدأت تظهر علامات فقدان الثقة بين اللاعبين والمدرب.
عندما يشعر اللاعبون بأن مدربهم لا يثق بهم أو أنه يتحملهم المسؤولية عن الأخطاء دون الاعتراف بأخطائه الشخصية، فإن ذلك يؤثر سلبًا على الأداء داخل الملعب.
ضرورة الإصلاح
في ظل هذه الظروف، يبدو أنه يجب اتخاذ خطوات إصلاح عاجلة لضمان استعادة المنتخب السعودي لمكانته.
يجب أن يكون هناك تواصل فعال بين جميع الأطراف المعنية؛ المدرب واللاعبون والإدارة.
كما ينبغي أن يتم تقييم أسلوب اللعب وتعديله بما يتناسب مع إمكانيات اللاعبين.
نظرة إلى المستقبل
رغم كل التحديات الحالية، يبقى الأمل موجودًا في أن يتمكن المنتخب السعودي من تجاوز هذه الأزمة واستعادة توهجه.
فالتاريخ الرياضي للأخضر مليء بالإنجازات والتحديات التي تم التغلب عليها.
إذا تم العمل بجدية وبتعاون مشترك بين الجميع، فإن الفرصة لا تزال قائمة لتحقيق النجاح في التصفيات والتأهل إلى كأس العالم.
في النهاية، يتطلب الأمر جهدًا جماعيًا وإعادة تقييم شاملة للوصول إلى الأهداف المرجوة.
إن الجماهير السعودية تنتظر بفارغ الصبر رؤية منتخبها يعود إلى مستواه المعهود ويحقق النتائج التي تتناسب مع طموحات الوطن.