عدالة المنافسة بأن تنسف البطل
فهد المطيويع
عندما تشاهد ضجيج الساحة الرياضية وما فيها من غثاء وافتراء غير مبرر على كل شيء في المنظومة الرياضية تشعر بأن هناك من يجتهد في ترسيخ الفشل وتكرار الخطأ، فنحن ما زلنا نتذكر أنه مع بداية الموسم الماضي وتعاقد الصندوق مع بعض نجوم العالم كيف أنهم تغنوا فرحا بهذه التعاقدات وما تحقق لأنديتهم من صيد ثمين حتى أنهم كانوا ينتظرون بداية الموسم بفارغ الصبر لينهوا سطوة الهلال، بل إنهم فرحوا أكثر عندما لم يتعاقد الهلال مع لاعب من الفئة A متناسين عدالة المنافسة وكل مصطلحات العدالة، ولكن سبحان الله تغير الحال وظهر الجحود بالرغم من كل ما دفع من مبالغ في التعاقدات وما سدد من ديون وتحول الفرح إلى ترح، خاصة بعد ما اتضحت الفوارق الفنية للهلال بسبب جودة اللاعبين لهذا أسرعوا للخروج من هذا المأزق باتهام اللجان المعنية بمحاباة الهلال فقط لأن الهلال قدر بكل ثقة بأن يفوز ويفوز حتى حقق كل شيء.
حاليا نعيش نفس الظروف ونفس (الصياح والضجيج) فقط لأن الهلال هزم النصر برباعية وكادت تكون تاريخية، وزاد على ذلك عندما أبهرهم مع أول ظهور له في بداية الدوري وفوزه بثلاثية مريحة دق بها ناقوس الخطر لهذا زاد الضجيج وزاد الضغط على اللجان من كل الاتجاهات باسم عدالة المنافسة لإيقاف هذا المرعب، طبعا عدالة المنافسة بالنسبة لهم أن ينهزم الهلال! عدالة المنافسة أن يفشل الهلال في استثماراته وفي إدارته للمنظومة وأن يكون الخامس أو السادس في سلم الدوري، هم لا يتحدثون عن كيف أصبح الهلال نموذجا يحتذى به! هم فقط يطالبون بعدالة المنافسة والتي تعني باختصار إبعاد الهلال، تفريغ الهلال، والأهم أن يكون شبيها لهم ويشاركهم نفس الفشل، طبعا إذا عرف السبب بطل العجب فالهلال أصبح المعيار الذي أحرج الجميع وأدخلهم في مقارنة لا طاقة لهم بها فهم عجزوا عن مجاراته في كل شيء عجزوا أن يجاروه في الاستثمار وفي الإدارة وعلى المستوى الفني، بصراحة أتعبهم الهلال في كل شيء وقرروا تحجيمه وشيطنته والتشكيك في نجاحه، ولتعلم أنهم يكذبون أسألهم عن وضع أنديتهم قبل الصندوق وكيف كان وضع الهلال، ألم يكن الهلال فارقا في كل شيء؟ الجواب معروف ولكن ماذا تقول عن أناس يعشقون الفشل ولا هم لهم إلا أن يصبح الهلال مثلهم وشبيها لهم في هذا الفشل وهذا أمر طبيعي فالفاشل يكره النجاح والناجحين، ولو تعثر الهلال هذا الموسم فلن تسمع عن عدالة المنافسة ولا دعم اللجان ولا مساعدة الحكام ولا حتى عن صلاحيات فهد بن نافل ولن أبالغ لو قلت إنهم سينسون الهلال، الأهم أن لا يكون هناك هلال! عموما نقول لكل من يرمي فشله على الآخرين بأن يثق في نفسه لكي يستطيع أن يكون مثل الهلال.