الالعاب المختلفة العالمية
أخر الأخبار

بريطانيا وطواف فرنسا.. أكثر من مجرد انطلاقة

إعلان بريطانيا نيتها استضافة انطلاقة طواف فرنسا 2027 يعكس أبعادًا تتجاوز البعد الرياضي البحت، فالموضوع يحمل في طياته رسائل اقتصادية وسياحية وحتى سياسية، في وقت تحاول فيه المملكة المتحدة تعزيز صورتها كوجهة رياضية عالمية بعد سنوات معقدة بسبب البريكست وجائحة كورونا.

عودة إلى الواجهة الرياضيةاستضافة انطلاقة الطواف ليست جديدة على بريطانيا، فقد سبق أن فعلتها في 2007 و2014، وحققت حينها نجاحًا جماهيريًا واقتصاديًا كبيرًا. نسخة 2014 تحديدًا، التي انطلقت من يوركشير، جذبت أكثر من 3.5 مليون متفرج على جنبات الطريق، وحققت عائدات سياحية ضخمة للمدن المضيفة.

الاقتصاد الرياضي في قلب الحدثالرهان البريطاني على مثل هذه الأحداث العالمية ينبع من إدراكها العميق لدور الرياضة في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي. فاستضافة حدث بحجم طواف فرنسا يعني:

تدفق سياحي كبير.ترويج مجاني للمدن البريطانية عبر البث العالمي المباشر.تنشيط قطاعات الضيافة والنقل والفعاليات الجانبية.

رسائل سياسية ناعمةلا يمكن فصل هذا التوجه عن الرغبة البريطانية في التأكيد على أنها لا تزال جزءًا أساسيًا من المشهد الأوروبي الرياضي، رغم خروجها من الاتحاد الأوروبي. طواف فرنسا، رغم كونه حدثًا فرنسيًا، إلا أنه تحول إلى “ملكية أوروبية” عابرة للحدود، وهو ما يمنح بريطانيا فرصة الاندماج الناعم مجددًا عبر الرياضة.

البعد الشعبي والدعائيركوب الدراجات في بريطانيا شهد طفرة كبيرة خلال العقدين الماضيين، خاصة بعد الإنجازات البريطانية في الأولمبياد وطواف فرنسا ذاته، عبر أسماء مثل برادلي ويجينز وكريس فروم. استضافة انطلاقة 2027 يمكن أن تكون فرصة جديدة لتعزيز ثقافة ركوب الدراجات، وربط الجمهور البريطاني أكثر برياضة ظلت لفترة طويلة هامشية في البلاد.

المنافسة على نيل الشرفمع تزايد شعبية الطواف عالميًا، باتت المدن الأوروبية الكبرى تتنافس بشدة على استضافة انطلاقته. برشلونة فازت بنسخة 2026، وهو ما يضع ضغطًا على لندن أو أي مدينة بريطانية ستتقدم لاستضافة نسخة 2027 لتقديم عرض قوي يجذب “أموري سبورتس”، الجهة المنظمة.

القرار ليس بيد لندن وحدهارغم الحماس البريطاني، يبقى القرار النهائي بيد الجهة المنظمة للطواف، التي تضع معايير رياضية ولوجستية وتسويقية صارمة قبل اختيار المدينة المستضيفة. بريطانيا تملك البنية التحتية، والخبرة التنظيمية، والجماهير الشغوفة، لكن يبقى السؤال: هل ترى “أموري” في بريطانيا الوجهة الأمثل بعد برشلونة 2026؟

خلاصةالطموح البريطاني لاستضافة انطلاقة طواف فرنسا 2027 هو جزء من استراتيجية أوسع لاستعادة المكانة الرياضية والسياحية بعد تحديات البريكست والجائحة. ومع أن القرار النهائي لم يُحسم بعد، فإن المؤشرات تصب في صالح عودة بريطانيا إلى مشهد الطواف، مدفوعة بخبرة ناجحة في 2007 و2014، وشغف متجدد بالرياضة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى