
جاءت مواجهة الخلود والخليج في الجولة الـ23 من دوري روشن السعودي لتعكس مسارًا متباينًا للفريقين. الخلود، الذي دخل المباراة مثقلًا بخسارة ثقيلة أمام الهلال، كان يبحث عن رد اعتبار سريع يعيده إلى طريق النتائج الإيجابية. ورغم البداية الصادمة بهدف مبكر من المصري محمد شريف، إلا أن الخلود أظهر شخصية قوية في العودة، محققًا ريمونتادا مستحقة بفضل جزائيتين حملتا توقيع موليكا وماوليدا.
هذا الفوز حمل أكثر من دلالة بالنسبة للخلود؛ أولها استعادة الثقة بعد كبوة الهلال، وثانيها كسر حاجز المواجهات المباشرة مع الفرق المتقاربة في الترتيب، ما يمنحه دفعة قوية في صراعه للبقاء. على الجانب الآخر، أصبح الخليج في أزمة واضحة، إذ دخل في سلسلة سلبية امتدت إلى ست مباريات دون فوز، وهو مؤشر خطر لفريق بدأ الموسم بأداء مقبول، لكنه بات يعاني بشكل متصاعد.
النقطة المثيرة في هذه المواجهة هي هشاشة منظومة الخليج الدفاعية، فالفريق لم يظهر قدرة على الصمود بعد هدفه المبكر، وكأنه اعتقد أن المباراة انتهت عند الدقيقة الثامنة. هذه الذهنية السلبية، مع غياب التركيز في لحظات حاسمة، جعلت الفريق يدفع الثمن، خاصة أمام خصم مثل الخلود يجيد اللعب تحت الضغط.
من الناحية التكتيكية، يُحسب للخلود قدرته على استغلال نقاط ضعف الخليج، تحديدًا عبر اللعب المباشر والضغط على العمق الدفاعي، وهو ما أسفر عن ركلتي جزاء، استثمرهما الفريق بنجاح. هذا النوع من الفاعلية أمام المرمى افتقده الخليج، الذي بدا عاجزًا عن خلق فرص حقيقية بعد هدفه الأول، وكأن الفريق يعاني من أزمة ثقة هجومية أيضًا.
في النهاية، يخرج الخلود بفوائد كبيرة، أهمها تعزيز موقفه في صراع منتصف الجدول، بينما يجد الخليج نفسه أمام معضلة معقدة؛ لا نتائج، ولا أداء مقنع، ولا حتى إشارات على تحسن قريب، ليصبح السؤال: هل يحتاج الخليج إلى صدمة فنية قبل فوات الأوان؟